كشف تقرير علمي حديث عن إنجاز مهم حققه العلماء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ حيث تمكنوا من بناء نموذج ثلاثي الأبعاد (3D) يوضح بدقة انفجار الطاقة، أو التوهج، الذي حدث حول الثقب الأسود الهائل “القوس A*” في مركز مجرة درب التبانة، ويعدّ هذا الإنجاز خطوة نحو فهمنا للبيئة المحيطة بهذه الظواهر الكونية الغامضة.
وتشير الدراسة إلى أن هذا النموذج ثلاثي الأبعاد، الذي تم إنشاؤه باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، قدّم صورة أوضح وأكثر تفصيلاً للعمليات الفيزيائية المعقدة التي تحدث حول “القوس A*”. حيث سمح للعلماء بمحاكاة سلوك الغاز والغبار المتراكمين حول الثقب الأسود. وكيفية تفاعلهم مع المجالات المغناطيسية القوية الموجودة في تلك المنطقة.
استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء نموذج ثلاثي الأبعاد
استخدم العلماء في دراستهم التي تم فيها الاستعانة بالذكاء الاصطناعي بيانات من تلسكوب هابل الفضائي وشبكة عصبية اصطناعية متطورة. حيث سمحت لهم هذه البيانات والشبكة العصبية بإنشاء نموذج دقيق لتوهج الثقب الأسود. وهو قرص من الغاز والغبار شديد السخونة يدور حول الثقب الأسود.
وكشف العلماء أن المواد التي تدور حول القوس A* تكون موجودة في بنية مسطحة تسمى “قرص التراكم” والتي يمكن أن تشتعل بشكل دوري. حيث تحدث هذه التوهجات من خلال مجموعة من الأطوال الموجية الضوئية. وذلك بدءًا من الأشعة السينية عالية الطاقة وصولًا للأشعة تحت الحمراء منخفضة الطاقة وموجات الراديو.
في 11 أبريل عام 2017، أشارت عمليات المحاكة الحاسوبية العملاقة إلى أن التوهج الذي شاهدته مصفوفة أتاكاما المليمترية / تحت المليمترية الكبيرة (ALMA) نشأ من خلال نقطتين مضيئتين من مادة كثيفة في القرص التراكمي للقوس A*، وكلاهما يواجهان الأرض، وفقًا لما ذكره موقع “space”.
وكشف العلماء أن تلك البقع المضيئة تدور حول الثقب الأسود الهائل، الذي تبلغ كتلته حوالي 4.2 مليون مرة كتلة الشمس. بينما يفصله حوالي نصف المسافة بين الأرض والشمس، أي حوالي ما يقرب من 47 مليون ميل (75 مليون كيلومتر).
التوهجات ثلاثية الأبعاد
إعادة بناء هذه التوهجات ثلاثية الأبعاد من بيانات الرصد تعتبر ليست عملية سهلة. لذلك اقترح مجموعة من العلماء بقيادة عالم معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أفياد ليفيس، توفير تقنية تصوير جديدة تسمى “التصوير المقطعي الاستقطابي المداري”. مشيرين إلى أنه لا تختلف هذه الطريقة عن التصوير المقطعي الطبي المحوسب، أو الأشعة المقطعية، التي يتم إجراؤها في المستشفيات في جميع أنحاء العالم.
نظر العلماء إلى الفيزياء المستمدة من نظرية ألبرت أينشتاين للجاذبية والنسبية العامة عام 1915 من أجل تحقيق نتائجهم. ثم طبقوا المفاهيم حول الثقوب السوداء الهائلة على الشبكة العصبية، واستخدمت هذه الشبكة لإنشاء نموذج Sgr A*.
اقرأ أيضا: لبناء سماعة رأس VR للألعاب .. ميتا تتعاون مع شركات عملاقة منها مايكروسوفت
The post استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء توهج ثقب أسود ثلاثي الأبعاد appeared first on مجلة عالم التكنولوجيا.
