يتصاعد الصراع بين تطبيق تيك توك الشهير والحكومة الأمريكية، مع توقيع الرئيس جو بايدن على تشريع قد يؤدي إلى حظر التطبيق على الأراضي الأمريكية، والذي بدوره يشكك في مصطلح حرية التعبير الذي تردده الحكومة دومًا، ويمثل القرار أحدث جولة في معركة استمرت أربع سنوات، والذي منح شركة ByteDance، المالكة لتيك توك. 270 يومًا للتخلص من أصول TikTok الأمريكية محددة موعدًا نهائيًا للبيع في 19 يناير القادم أو مواجهة الحظر.
شركة تيك توك تطعن في القرار
طعنت شركة تيك توك على القرار، معللة ذلك بأنه قضاء على حرية التعبير؛ حيث قال الرئيس التنفيذي لتيك توك، أمس الأربعاء، إن شركة التواصل الاجتماعي تتوقع الفوز بطعن قانوني لمنع التشريع الذي وقعه الرئيس جو بايدن ليصبح قانونًا، والذي قال إنه سيحظر تطبيق الفيديو القصير الشهير الذي يستخدمه 170 مليون أمريكي.
وأضاف الرئيس التنفيذي شو زي تشيو في مقطع فيديو نشر بعد لحظات من توقيع بايدن على مشروع القانون الذي يمنح ByteDance ومقرها الصين 270 يومًا لتصفية أصول TikTok الأمريكية أو مواجهة الحظر: “كن مطمئنًا – لن نذهب إلى أي مكان”. “الحقائق والدستور في صفنا، ونتوقع أن تكون الغلبة مرة أخرى.
رد البيت الأبيض
وردًا على ذلك، قالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض يوم الثلاثاء “لا نريد أن نرى حظرا”. وأضافت: “الأمر يتعلق بملكية جمهورية الصين الشعبية”.
وقد حدث في عام 2020 الأمر ذاته، عندما منعت المحاكم ترامب في محاولته حظر TikTok وWeChat المملوكة للصين، وهي وحدة تابعة لشركة Tencent في الولايات المتحدة الأمريكية، وعكس ترامب، المرشح الرئاسي الجمهوري، مساره وقال يوم الإثنين إن بايدن “يضغط” من أجل فرض حظر على تيك توك، وسيكون المسؤول إذا تم فرض الحظر، وحث الناخبين على الانتباه.
وقال تشيو: “لا تخطئوا، هذا حظر على تيك توك”. مؤكدًا أن تيك توك ستستمر في العمل بينما تتحدى الشركة القيود.
قرار سابق لترامب بحظر تيك توك
حظر تيك توك هل هو قمع حرية التعبير؟
لا تنبع مخاوف المشرعين الأمريكيين من حظر تيك توك فقط من احتمالية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين، بل من التأثير الأوسع للتطبيق على الأمن القومي الأمريكي؛ حيث يخشى بعض المسؤولين الأمريكيين من استخدام الحكومة الصينية لتيك توك لنشر الدعاية أو التأثير على الرأي العام الأمريكي.
بالإضافة إلى ذلك قد تتمكن الحكومة الصينية من جمع كميات هائلة من البيانات الشخصية عن المستخدمين الأمريكيين من خلال تيك توك، بما في ذلك معلومات الموقع والنشاط والتفضيلات، وكذلك التهديدات التكنولوجية. فقد تستخدم تقنيات تيك توك من قبل الحكومة الصينية لشن هجمات سيبرانية أو عمليات تجسس إلكتروني على الولايات المتحدة. علاوة على ذلك. يتساءل العديد من الخبراء عما إذا كان أي مشتر محتمل لديه الموارد المالية لشراء TikTok وما إذا كانت الوكالات الحكومية الصينية والأمريكية ستوافق على البيع.
حظر تيك توك هل هو قمع حرية التعبير؟
موافقة مجلس الشيوخ
تمت الموافقة على مشروع القانون بأغلبية ساحقة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، ووافق عليه مجلس النواب الأمريكي يوم السبت.
ومنع قاض أمريكي في مونتانا في نوفمبر حظرًا فرضته الولاية على تيك توك، مستشهدًا بأسباب حرية التعبير.
وقال اتحاد الحريات المدنية الأمريكي إن حظر TikTok أو المطالبة بسحبه من شأنه أن “يشكل سابقة عالمية مثيرة للقلق للسيطرة الحكومية المفرطة على منصات التواصل الاجتماعي“. وبالتالي القضاء على أسباب حرية التعبير التي أقرتها الولايات المتحدة الأمريكية قبل ذلك.
أداة جديدة لإدارة بايدن
ومع ذلك، يقول الخبراء إن التشريع الجديد من المرجح أن يمنح إدارة بايدن أساسًا قانونيًا أقوى لحظر TikTok إذا فشلت ByteDance في سحب التطبيق.
كما يمنح مشروع القانون البيت الأبيض أدوات جديدة لحظر أو فرض بيع التطبيقات الأخرى المملوكة لأجانب والتي يعتبرها تهديدات أمنية.
وقال السناتور الديمقراطي رون وايدن إنه يشعر بالقلق من أن مشروع القانون “يوفر سلطة واسعة يمكن إساءة استخدامها من قبل إدارة مستقبلية لانتهاك حقوق الأمريكيين في التعديل الأول”.
عواقب حظر تيك توك
إذا فشلت ByteDance في تجريد TikTok، فإن متاجر التطبيقات التي تديرها Apple و Alphabet’s لا يمكن لشركة Google وغيرها تقديم TikTok بشكل قانوني أو تقديم خدمات استضافة الويب للتطبيقات التي تسيطر عليها ByteDance أو موقع TikTok الإلكتروني.
كما قال مسؤول في حملة إعادة انتخاب بايدن يوم الأربعاء: إن الحملة تخطط لمواصلة استخدام تطبيق تيك توك. مؤكدًا أن حملة ترامب لم تنضم إلى TikTok.
بالإضافة إلى ذلك قد وقع بايدن تشريعًا في أواخر عام 2022 يمنع موظفي الحكومة الأمريكية من استخدام تيك توك على الهواتف الحكومية.
قرار مجلس الشيوخ
كما سيخسر ملايين الأمريكيين إمكانية الوصول إلى منصة ترفيهية وتواصلية مهمة، وكذلك ستفقد الشركات الأمريكية التي تعلن على تيك توك مصدرًا مهمًا للإيرادات.
بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي الحظر إلى تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة والصين.
وحث السيناتور لافونزا بتلر، وهو ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا، البيت الأبيض على النظر في مصير 8000 موظف أمريكي في TikTok، كثير منهم موجودون في نيويورك أو كاليفورنيا.
وقال بتلر لبايدن في رسالة: “يجب أن نعترف بالتأثير على العاملين في TikTok، واقتصاداتنا المحلية، بينما نحدد الطريق إلى الأمام”.
ردود فعل أوسع
لم يقتصر رد الفعل على حظر تيك توك على الولايات المتحدة، بل شمل دولًا أخرى ومؤسسات عالمية، ومنها:
الصين: نددت الحكومة الصينية بقرار الحظر، ووصفته بأنه “هجوم غير مبرر على شركة صينية”. الاتحاد الأوروبي: أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من تداعيات الحظر على التجارة العالمية والتكنولوجيا. خبراء التكنولوجيا: عبّر بعض خبراء التكنولوجيا عن قلقهم من أن الحظر قد يشكل سابقة خطيرة للرقابة على الإنترنت.
