عاجل

تكنولوجيا التعديل العصبي هل تحمينا من مخاطر الشيخوخة ؟

تكنولوجيا التعديل العصبي هل تحمينا من مخاطر الشيخوخة ؟

هناك طرق عديدة لعيش حياة أكثر صحة، منها المشي يوميًّا، واتباع نظام غذائي أفضل، وحتى شيء بسيط مثل لغز سودوكو اليومي للحفاظ على نشاط عقلك، ولكن ماذا عن إرسال صدمات كهربائية إلى دماغك؟ وهو ما يسمى بالتعديل العصبي.

التعديل العصبي هو ممارسة غريبة إلى حد ما، تتمثَّل في وضع محفزات على رأسك، وإرسال صدمات كهربائية مباشرة إلى جهازك العصبي. ومن المثير للدهشة أنه غير جراحي ومليء بمجموعة من الفوائد الصحية المفترضة، وقد يكون أحدث اتجاه تقني لتحسين حياتك دون عناء.

على الرغم من أن فكرة التعديل العصبي كانت موجودة منذ سنوات، فإنها شهدت اهتمامًا متجددًا مؤخرًا، مع عدد قليل من شركات Parasym أو GammaCore التي تتبنى هذه القضية.

يذكر أن شركة Parasym تأسست في عام 2017، وقدمت الكثير من الادعاءات الكبيرة، قائلة: إن أجهزتها يمكنها تحسين قدراتك العقلية بشكل كبير دون مغادرة منزلك.

مما لا شك فيه أن هذا يبدو جيدًا جدًا لدرجة يصعب تصديقها، لكن هذه التقنية مدعومة الآن بأبحاث من جامعات مثل جامعة كاليفورنيا، وهارفارد، وكلية لندن الجامعية، ويتم استخدامها حتى من قبل الملياردير برايان جونسون.

ولكن كيف تعمل؟ هل هي آمنة ويمكن لأي شخص استخدامها؟

ما هو التعديل العصبي وكيف يعمل؟

ببساطة، التعديل العصبي هو نوع من التكنولوجيا التي تغير نشاط العصب عن طريق توصيل الإشارات الكهربائية إلى المنطقة المستهدفة، كما يمكن استخدامها لإثارة الأعصاب (زيادة نشاطها) أو تثبيط الأعصاب، على سبيل المثال، لتقليل إشارات الألم. وبالمثل، يمكن للتعديل العصبي أن يغير الأنماط العصبية تمامًا؛ ما يعطل الإشارات العصبية غير الطبيعية التي يتم ملاحظتها في حالات مختلفة مثل الصرع أو آلام الظهر المزمنة أو مرض باركنسون.

 

جهاز التحكم عن بعد وجهاز التحفيز
جهاز التحكم عن بعد وجهاز التحفيز

 

ومن خلال إرسال هذه النبضات عبر الأذن، تستهدف التقنية العصب المبهم؛ حيث إنه يحمل الإشارات بين الدماغ والقلب والجهاز الهضمي.

وبعد ذلك يوضع الجهاز على الأذن اليسرى؛ حيث يحتوي على قطب كهربائي يستهدف مباشرة الفرع الأذني [عصب حسي صغير يوجد خلف الأذن] من العصب المبهم، ويقول ناثان دوندوفيتش، المؤسس المشارك لشركة باراسيم، لبي بي سي: “يقوم هذا بالتأثير مباشرة على جذع الدماغ لإرسال إشارات مستهدفة”.

كما “يتم توصيل سماعة الأذن بجهاز تحكم محمول يتحكم في الإشارة، كذلك يقوم المستخدم بتحديد مدة الجلسة، كما نوصي بجلسة أو جلستين يوميًا لمدة ساعة في كل مرة.

التعديل العصبي
التعديل العصبي

كيف يمكن للتكنولوجيا أن تبطئ الشيخوخة

الشيخوخة أمر معقد يصعب تتبعه، ومن الصعب إبطاؤه. ومع ذلك، فإن الشيخوخة هي في الغالب تفاعل بين أمراض مختلفة ومشكلات صحية وتباطؤ عمليات الشفاء.

وهنا يأتي دور التعديل العصبي، فقد تم ربط تحفيز الجهاز العصبي بإبطاء الالتهاب المزمن. وهي عملية تسهم بشكل مباشر في عملية الشيخوخة.

كما تعد اضطرابات التدهور المعرفي المرتبطة بالعمر، مثل مرض الزهايمر، من المخاوف الرئيسية لدى كبار السن. فهذا هو أحد المجالات التي تبدو واعدة في العلاج العصبي بالتعديل العصبي. رغم أنه لا يزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث للحصول على رابط واضح.

وبالمثل، تظهر الأبحاث وجود صلة بين التعديل العصبي وتحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية. وهذا يمكن أن يساعد في مكافحة قصور القلب، وارتفاع ضغط الدم.

وبعيدًا عن الشيخوخة، تم ربط هذه التكنولوجيا بتحسن تقلب معدل ضربات القلب، وتحسين التعب، وتقليل ضبابية الدماغ والاكتئاب. حتى المشكلات الأقل شهرة مثل متلازمة عدم انتظام دقات القلب الوضعي (زيادة معدل ضربات القلب بسرعة عند الوقوف) شهدت تحسينات.

تجارب سريرية على أحدث وسائل التعديل العصبي
تجارب سريرية على أحدث وسائل التعديل العصبي

يدعي دوندوفيتش أنه من خلال الدراسات السريرية، أثبتوا أن Parasym يمكنه تحسين ثلاثة مؤشرات حيوية رئيسية تلعب دورًا في الشيخوخة بشكل كبير. وعلى الرغم من وجود روابط واضحة، فإننا ما زلنا في الأيام الأولى لهذه التكنولوجيا. “نحن في عالم من القياسات الذاتية هنا. نحن نقوم بتعديل دوائر الدماغ، وهذه الدوائر يمكن تعديلها بعوامل أخرى”.

وقال الدكتور سايمون طومسون، مؤسس جمعية التعديل العصبي في المملكة المتحدة وإيرلندا والخبير البارز في هذا المجال، لبي بي سي: “من الصعب إثبات وجود شيء ما يسبب النتائج الإيجابية”.

“ومع ذلك، نظرًا لأن مخاطرها منخفضة للغاية إذا لم يتم زرعها، فمن المعقول تمامًا أن يستخدم المرضى أموالهم الخاصة لشراء هذه الأشياء. لا يمكننا مساعدة كل من يدخل إلى المستشفى، لذا فهو بديل رائع إذا كنت تستطيع تحمله”. حيث سيكلفك جهاز Parasym ما يقرب من 700 جنيه إسترليني، ويمكن أن تكلفك أسعار Gammacore  (625 جنيهًا) إسترلينيًا لبضعة أشهر من الاستخدام. وعلى الرغم من وجود الكثير من المنافسين الأرخص بكثير فإنهم بدأوا في الوقوع في الغرب المتوحش للتكنولوجيا الصحية غير المنظمة.

هل التعديل العصبي آمن؟

يعود أول استخدام للتعديل العصبي إلى ستينيات القرن الماضي. وذلك باستخدام أجهزة مزروعة لإرسال صدمات لعلاج آلام الظهر. كانت ضخمة وكان لها آثار جانبية طويلة المدى، ومن غير المستغرب أننا قطعنا شوطًا طويلًا منذ ذلك الحين. وانخفضت المخاطر الصحية بشكل كبير.

يمكن استخدام التعديل العصبي في شكلين مختلفين. الأول هو الخيار الأكثر فعالية. والذي يستخدم في الحالات الأكثر خطورة – الأجهزة المزروعة. من خلال زرع الجهاز يكون قادرًا على تطبيق صدمات أكثر فعالية ولكنه أيضًا أكثر خطورة.

هذه تحمل مخاطر أعلى ويمكن ربطها بآثار جانبية. وقد لوحظت بعض الآثار الجانبية الأقل خطورة مثل عدم الراحة أو تهيج الجلد والصداع العرضي. ولكن في الحالات الأكثر خطورة، يعاني المرضى من العدوى في موقع الزرع. والنوبات، والنزيف، والتعب الشديد.

فكيف يمكن للعديد من الشركات بيع أجهزة التعديل العصبي؟ يعد التعديل العصبي غير الجراحي (الأجهزة القابلة للارتداء) خيارًا آمنًا بشكل مدهش مع اقتصار الآثار الجانبية المبلغ عنها على التقارير العرضية عن تهيج الجلد الخفيف.

جهاز تحفيز عصبي
جهاز تحفيز عصبي

 

وأوضح دوندوفيك أنه في حالة جهاز Parasym، فإن المخاطر المبلغ عنها منخفضة. حيث إنهم أجروا أكثر من 3 ملايين جلسة علاج في تجاربهم السريرية الخاصة. ولم يبلغوا عن أي آثار سلبية خطيرة.

ويضع الجهاز العمل على عاتق المستخدم، وذلك على عكس الأجهزة المزروعة. والتي تتطلب هذه الطرق من المريض تطبيق التحفيز بشكل ثابت وصحيح. وبذلك تصبح إنها أكثر أمانًا وأقل ديمومة بكثير.

اقرأ أيضًا:

لعلاج الشيخوخة.. صينيون يقيسون العمر البيولوجي بصور ثلاثية الأبعاد

دراسة تكشف سرًا جديدًا عن أمراض الشيخوخة

 

المصدر

The post تكنولوجيا التعديل العصبي هل تحمينا من مخاطر الشيخوخة ؟ appeared first on مجلة عالم التكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى