تكنولوجيا الرفاهية تستوطن المملكة العربية السعودية.. تفاصيل بالأرقام

ووفقًا لتقرير “الرموز الجديدة للرفاهية في المملكة العربية السعودية”، الذي نشره موقع The Future Laboratory وشركة Together Group، فإن 46 بالمائة من السعوديين تقل أعمارهم عن 30 عامًا.

أما المواطنون السعوديون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا فيستخدمون في الغالب الأساليب الرقمية لشراء السلع الفاخرة، وهم مهتمون بشكل متزايد باستثمارات الألعاب وWeb3 والعملات المشفرة.

اليوم يطالب المستهلكون في المملكة العربية السعودية بالراحة والابتكار والتجارب الفريدة، وتؤدي التقنيات الجديدة إلى رفع معاييرهم.

كيف تستفيد العلامات التجارية الفاخرة من هذه الأدوات؟

التحول إلى التجارة الإلكترونية المحلية

تسعى الحكومة السعودية جاهدة إلى رفع نسبة المعاملات غير النقدية إلى 70 في المائة بحلول عام 2025، ارتفاعًا من 62 في المائة في عام 2023؛ وذلك لدعم النمو الاقتصادي والتنويع. ومن المتوقع أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار في عام 2025، ارتفاعًا من 6.25 مليار دولار في عام 2022، وفقًا لشركة يورومونيتور.

وكدليل على ازدهار النظام البيئي عبر الإنترنت في المملكة من المتوقع أن يتحول 74% من المتسوقين عبر الإنترنت من منصات التجارة الإلكترونية العالمية إلى منصات التجارة الإلكترونية المحلية، حسبما ذكرت شركة كيرني الاستشارية، ومن منصات البيع بالتجزئة الفاخرة المفضلة في المنطقة موقع Ounass الذي يقع مقره في دبي، ويقدم تعديلات منسقة بعناية لمجموعات حصرية من مصممين محليين وعالميين، إلى جانب التوصيل السريع إلى تلك الموجودة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

من جانبه يقول أليكس هوكينز، محرر الاستشراف الاستراتيجي في The Future Laboratory: “إنها عقلية الرفاهية المحلية التي يجب على منصات التجارة الإلكترونية في المنطقة مراعاتها، وعند التخطيط للفعاليات وعروض المنتجات سيحتاجون إلى تحقيق التوازن بين الجاذبية العالمية والمحلية. المجموعات الخاصة بالمنطقة لها تأثير هنا وتوفر التفرد بين هذا المجتمع المميز”.

تجار التجزئة العالميون

وهذا بالضبط ما فعله تجار التجزئة العالميون للسلع الفاخرة للمنافسة في السوق؛ ففي عام 2017 تعاونت شركة Farfetch مع مجموعة شلهوب، الشريك الرائد للعلامات التجارية الفاخرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لافتتاح أول مكتب لها في المنطقة، وإطلاق موقع إلكتروني باللغة العربية، وتقديم خدمات العملاء الخاصة في المنطقة. ودخلت لاحقًا في شراكة مع شركة رباعيات للبيع بالتجزئة في المملكة العربية السعودية؛ لتعزيز عروضها المستهدفة للمتسوقين المحليين.

يضيف هوكينز: “إن الجيل الجديد من المستهلكين السعوديين يريدون احترام ثقافتهم ويعيشون ثقافتهم، لكنهم يريدون أن يكونوا عالميين في نظرتهم الفاخرة. إنه مزيج فريد من التطور الدولي والفروق الدقيقة الوطنية”. وهو ينصح تجار التجزئة الإلكترونيين العالميين بتخزين مواهب التصميم السعودية واستخدام الأسعار التنافسية لتمييز أنفسهم.

قبول NFTs

في جميع أنحاء الخليج يوفر الوعي المتزايد بالرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) طرقًا مثيرة لاستكشافها من قِبل العلامات التجارية للأزياء، وفقًا لتقرير صادر عن مجموعة شلهوب. ومن بين مستهلكي المنتجات الفاخرة في دول مجلس التعاون الخليجي الذين تمت مقابلتهم فإن 23% يمتلكون بالفعل NFTs، و83% قد يفكرون في شراء واحدة.

واغتنمت Sol3ates، العلامة التجارية الأصلية للأحذية الرياضية التابعة لشركة شلهوب Web3، هذه الفرصة من خلال إطلاق مجموعة NFT الافتتاحية في عام 2023. ويمكن لحاملي NFT أن يصبحوا أعضاء في المجتمع ويحصلوا على مزايا العضوية الحصرية، بما في ذلك: الأسعار المفضلة والسلع المجانية وأولوية الوصول إلى إصدارات محدودة الإصدار.

الموضة الرقمية

يقول نيك فينكير، المؤسس المشارك لشركة Sol3ates، لموقع “جينغ ديلي”:“إن الاستقبال الكبير في المملكة العربية السعودية يعكس اهتمامها المتزايد بأزياء الشارع (الرقمية) المرتبطة بالأصول الافتراضية، وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي (الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية) هي السوق رقم 1 لدينا بشكل عام، تليها فرنسا والولايات المتحدة واليابان، وتتمحور تعليقات العملاء حول حداثة وحصرية وإمكانات الاستثمار في NFTs بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية في الموضة الرقمية”.

إلى جانب استبدالها بمنتجات مادية يمكن استخدام NFTs أيضًا للوصول الحصري إلى الأحداث والتجارب الفاخرة. في موسم الرياض الثالث -على سبيل المثال- استخدم حاملو بطاقات الدخول NFT للوصول إلى بوليفارد مدينة الرياض وبوليفارد وورلد، وهما مناطق الترفيه الرئيسية في المهرجان، والمشاركة بمختلف الأنشطة، بما في ذلك: الألعاب الإلكترونية والمهرجانات والحفلات الموسيقية والمعارض.

ولا تسمح NFTs باتصالات أكثر حميمية مع المستهلكين وتدفقات إيرادات مبتكرة فحسب، بل تعمل أيضًا على تمكين العلامات التجارية الفاخرة من الحصول على رؤى أفضل للبيانات.

يقول فينكير: “تمكّن NFTs المنظمين من جمع بيانات قيّمة حول تفضيلات الحضور وسلوكياتهم؛ ما يسهل جهود التسويق الأكثر استهدافًا. إنهم يفتحون أيضًا قنوات اتصال مباشرة مع الحضور؛ ما يسمح بتعزيز المشاركة بعد الحدث وبناء المجتمع، وينتج عن ذلك طبقة جديدة من ولاء العملاء تعتمد على المشاركة بدلًا من مجرد المشتريات”.

مليارات الدولارات تُضاف للناتج المحلي

وفي الوقت نفسه من المتوقع أن يساهم المشروع بما يقرب من 38 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي الإضافي للمملكة العربية السعودية سنويًا بحلول عام 2035، وفقًا لدراسة أجرتها شركة ديلويت، وهذا يغير التوقعات الخاصة بتجارب التسوق.

ووجدت دراسة أجرتها شركة شلهوب للمستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي أن 89% منهم يرغبون في معاينة المنتجات في Metaverse، في حين أن 71% منهم منخرطون بالفعل في التجارب الافتراضية ذات العلامات التجارية.

وبدأت المملكة العربية السعودية في طرح مشاريع ميتافيرس كبرى، بما في ذلك XVRS ، وهي منصة رقمية مزدوجة ميتافيرس لمشروع المدينة الذكية “نيوم”.

ويوصف XVRS بأنه نموذج الحياة الحضرية المختلط الأول من نوعه، وسيمكن الزوار من الحصول على حضور متزامن في نيوم جسديًا وافتراضيًا، كصورة رمزية أو صورة ثلاثية الأبعاد. وستوفر المساحة ترفيهًا غامرًا ومنصة اجتماعية وسوقًا رقميًا مدمجًا للعملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).

وفي وقت سابق من هذا الشهر أطلقت الحكومة السعودية أيضًا حملة ثقافية للاحتفال بيوم تأسيسها، تضمنت ألعابًا مصغرة ومركز أداء للأحداث الحية ونسخًا طبق الأصل من المواقع التاريخية للسماح للجمهور باستكشاف تراث البلاد.

وفي حين أن المساعي المستقبلية في المملكة العربية السعودية تتمحور حاليًا حول العقارات والسياحة إلا أنها تشير إلى زيادة التجارب المبتكرة والتزام المملكة بتنويع اقتصادها.

وكما يقول هوكينز: “إن التبني القوي للتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية يوفر الظروف المناسبة لجيل جديد من الرفاهية الرقمية بين السعوديين؛ ما يعني أنه سيكون هناك الكثير من الفرص المستقبلية عندما يتعلق الأمر بالتجارب الرقمية والمشاركة.

الخلاصة

• يعيد المستهلكون السعوديون، الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا في الغالب، تعريف مشهد التجزئة الفاخرة؛ من خلال تفضيلهم للتسوق عبر الإنترنت والاهتمام بالألعاب وWeb3 واستثمارات العملات المشفرة.
• من المتوقع أن يتحول ما يقرب من ثلاثة أرباع المستهلكين عبر الإنترنت في المملكة العربية السعودية من منصات التجارة الإلكترونية العالمية إلى منصات التجارة الإلكترونية المحلية؛ لذا يجب على تجار التجزئة العالميين الذين يرغبون في تمييز أنفسهم التركيز على الأسعار التنافسية ومواهب التصميم المحلية.
• في دول الخليج قد يفكر 83% من مستهلكي المنتجات الفاخرة في شراء NFT لاسترداد منتج مادي. لا توفر NFTs تدفقات إيرادات جديدة للعلامات التجارية فحسب، بل تعمل أيضًا على تمكينها من خلال رؤى قيمة لبيانات المستهلك.
• يريد ما يقرب من 90 بالمائة من المستهلكين بدول مجلس التعاون الخليجي معاينة المنتجات في metaverse.
• على الرغم من أن مبادرات المملكة العربية السعودية تتمحور حاليًا حول السياحة الثقافية والعقارات إلا أنها تشير إلى فرص مستقبلية لتجارب العلامات التجارية الرقمية الفاخرة.