أحدثت “التقنيات التخريبية” ثورة هائلة في عالم الأعمال والاقتصاد، حيث تُقدم منتجات وخدمات جديدة تغير بشكل جذري طريقة عمل الصناعات.
كما تتميز هذه التقنيات بقدرتها على تقديم أسعار أقل، أو أداء أفضل، أو ميزات جديدة تجذب عملاء جددًا، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للمُنتجات والخدمات المُتواجدة حاليًا.
بينما يشير مصطلح “التقنيات التخريبية” إلى تلك التي تحدث تغييرًا جوهريًا في العمليات والآليات المُستخدمة، فضلًا عن سلوكيات المستهلكين.
يعود الفضل في صياغة هذا المصطلح إلى كلايتون كريستنسن الأستاذ بجامعة هارفارد، وذلك في مقاله “التقنيات التخريبية: اصطياد الموجة” المنشور عام 1995.
كما تناول كريستنسن هذا الموضوع بشكل مُعمق في كتابه الأكثر مبيعًا “معضلة المبتكر” عام 1997.
وأوضح كريستنسن أن الابتكار التخريبي هو عملية دخول منتج أو خدمة جديدة إلى السوق، ليحلّ في النهاية محل منتج أو خدمة موجودة.
كما تتميز هذه الابتكارات عادةً بتكلفتها المنخفضة، وتصميمها البسيط، وجاذبيتها لمجموعة جديدة من العملاء.
10 أمثلة على التكنولوجيا التخريبية
1. الذكاء الاصطناعي التوليدي
الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو يستخدم النماذج التوليدية لإنشاء المحتوى، معتمدًا على كميات هائلة من البيانات.
كما تتعلم هذه الآلات كيفية إنشاء محتوى جديد – يشمل النصوص والصور والصوت والفيديو – عن طريق الخوارزميات المعقدة والشبكات العصبية.
ومن خلال تحديد الأنماط والهياكل من مجموعة بيانات موجودة، تكون هذه الأنظمة قادرة على الاستجابة للمطالبات التي يدخلها المستخدم، والتنبؤ بكلمة واحدة أو بكسل واحد في كل مرة.
بينما تعمل روبوتات الذكاء الاصطناعي التوليدية على إنشاء محتوى وموسيقى وفن وتداول الأسهم وتنفيذ المهام الإدارية.
كذلك الصناعات التي تعتمد على العمل الإبداعي اليدوي الذي يستغرق وقتًا طويلاً – مثل التصميم الجرافيكي أو الكتابة – قد تتعرض لخطر فقدان الوظائف؛ ومع ذلك، فإن مبرمجي الكمبيوتر ومحللي الأبحاث والمساعدين القانونيين والمتداولين الماليين ليسوا آمنين تمامًا.
بينما يوفر الذكاء الاصطناعي التوليدي مستويات غير مسبوقة من تقديم المحتوى المخصص ويفعل ذلك على نطاق واسع مع أوقات تسليم فورية تقريبًا.
ورغم المخاوف الأخلاقية بشأن التأليف والأصالة، احتضنت المنظمات الصحفية العالمية محتوى الذكاء الاصطناعي التوليدي، واستخدمت لتدريب تكنولوجيا التعرف على الوجه.
2. حوسبة الحافة
تعد حوسبة الحافة إطار عمل حوسبة موزعًا يجعل معالجة البيانات وتحليلها أقرب إلى مكان إنشائها، بدلًا من الاعتماد فقط على خوادم سحابية مركزية.
من خلال معالجة البيانات مباشرة عند “الحافة” (أقرب إلى المكان المطلوب)، تقلل حوسبة الحافة من زمن الوصول.
وهو أمر بالغ الأهمية للتطبيقات التي تعمل في الوقت الفعلي، مثل المركبات ذاتية القيادة والواقع المعزز.
كما تتمتع الحوسبة المتطورة بمدى واسع، حيث أنها تنطبق على أي قطاع يتعامل مع البيانات أو تحليل البيانات.
على سبيل المثال، تسمح حوسبة الحافة بمراقبة المرضى في الوقت الفعلي في مجال الرعاية الصحية، مما يجعل البيانات أكثر فورية ويمكن الوصول إليها.
وفي التصنيع، يعمل على تحسين الأتمتة ومراقبة الجودة عن طريق تقليل التأخير.
كما أنها تلعب دورًا مهمًا في تطوير المدن الذكية، حيث تدير حركة المرور والأمن والمرافق وتوزيع الطاقة في الشبكات الذكية، جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي.
بينما تتيح حوسبة الحافة المعالجة في الوقت الفعلي المطلوبة لمهام مثل التعرف على الوجه ومعالجة اللغة واكتشاف الكائنات.
3. الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط
في حين أن الواقع الافتراضي عبارة عن بيئة رقمية تفاعلية، يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر وتحاكي تجربة التواجد في مكان مختلف تمامًا، فإن الواقع المعزز يغطي ببساطة محيط العالم الحقيقي بنوع من المرشح الرقمي.
كما كنت قد خمنت، فإن الواقع المختلط هو مزيج من الاثنين.
بينما يتم تقديم هذه التجارب الرقمية عادةً من خلال جهاز، مثل سماعات الرأس أو النظارات أو الهاتف الذكي التي يمكن ارتداؤها، وقد تطورت إلى ما هو أبعد من غرفة الألعاب.
عند التدريب، يمكن لهذه الأدوات الغامرة أن تساعد المتخصصين في الرعاية الصحية على ممارسة العمليات الجراحية المعقدة من خلال إجراء اختبار رقمي أو تعزيز التعاطف من خلال تجربة أعراض المريض فعليًا.
في مجال البيع بالتجزئة ، تستخدم متاجر مثل IKEA وSephora تطبيقات الواقع المعزز لمساعدة العملاء على تصور الأثاث أو اختبار المكياج افتراضيًا قبل إجراء عملية شراء.
كما يتم استخدام هذا التكتيك نفسه في التصميم والعقارات والهندسة المعمارية، إذ يمكن للعملاء الاطلاع على النماذج الرقمية ثلاثية الأبعاد قبل البدء في العمل.
وفي التعليم، مما يجعل الكتب المدرسية التفاعلية والتطبيقات التعليمية تنبض بالحياة من خلال دروس افتراضية غامرة ورحلات ميدانية أكثر فعالية جذابة.
كما يمكن أن تحسن معدلات الاستبقاء بين الطلاب.
4. سلسلة الكتل
Blockchain عبارة عن دفتر أستاذ رقمي عام يسجل المعاملات بطريقة آمنة وشفافة، مما يجعلها مقاومة للتلاعب فعليًا.
وباستخدام شبكة نظير إلى نظير، يلغي النظام اللامركزي الحاجة إلى الوسطاء، مثل البنوك أو كتاب العدل، ويمكّن الأشخاص من التعامل مباشرة مع بعضهم البعض.
كما تعيد تقنية Blockchain تصور كيفية تخزين البيانات والتحقق منها ونقلها، مما يجعلها تطبيقًا مفيدًا في مختلف الصناعات.
وفي القطاع المالي، تعمل تقنية blockchain على التحقق من المدفوعات عبر الحدود بشكل أسرع وأرخص مع تقليل مخاطر الاحتيال.
كما تستخدم صناعات مثل إدارة سلسلة التوريد تقنية blockchain لضمان صحة المنتجات وإمكانية تتبعها.
بينما يستخدمها قطاع الرعاية الصحية لتشفير السجلات الطبية للمرضى ونقلها بأمان وتتبع تفشي الأمراض.
5. إنترنت الأشياء
بينما يشير إنترنت الأشياء ، أو IoT، إلى شبكة متصلة رقميًا من الأجهزة الذكية.
وهذه العناصر، مثل Alexa أو التلفزيون الذكي، مدمجة مع أجهزة استشعار وبرامج واتصالات، وهي الطريقة التي يتم بها جمع البيانات وتبادلها عبر الإنترنت.
كما يتعلق دور إنترنت الأشياء في تحويل الصناعات بجمع البيانات وتحليلها واستخدامها من العديد من الأجهزة وأجهزة الاستشعار التي تعزز قدرًا أكبر من الأتمتة والكفاءة.
وفي الزراعة، تعيد إنترنت الأشياء تعريف الممارسات الزراعية باستخدام أجهزة استشعار ذكية تراقب ظروف التربة والطقس وصحة المحاصيل، مما يؤدي إلى زراعة أكثر استدامة وإنتاجية.
كما تستخدم المدن الذكية إنترنت الأشياء لتعزيز التخطيط الحضري، وإدارة الموارد بشكل أكثر كفاءة، وتحسين الخدمات العامة، وكل ذلك مع تقليل البصمة البيئية.
ومن الرعاية الصحية باستخدام الأجهزة القابلة للارتداء ومراقبة المرضى عن بعد إلى الخدمات اللوجستية مع تتبع الأصول في الوقت الفعلي.
بينما أحدث إنترنت الأشياء ثورة في الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتفاعل مع بيئتنا.
The post 5 أمثلة على التكنولوجيا التخريبية.. ثورة المستقبل appeared first on مجلة عالم التكنولوجيا.
