عاجل

لافندر برنامج ذكاء اصطناعي إسرائيلي لإبادة الشعب الفلسطيني

لافندر.. نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي الذي يبيد أهل غزة

طور جيش الاحتلال الإسرائيلي برنامجًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، لاختيار ضحايا تفجيراته، وهي عملية تحتاج تقليديًا إلى التحقق يدويًا حتى يتم التأكد من أن الشخص هو هدف.

وحدد النظام، الذي أطلق عليه اسم “لافندر”، 37 ألف فلسطيني كأهداف محتملة خلال الأسابيع الأولى من الحرب.

وبين 7 أكتوبر و24 نوفمبر، شارك البرنامج، في 15 ألف جريمة قتل بغزة، وفقًا لتحقيق صحفي أجرته وسيلتان إعلاميتان إسرائيليتان، ومجلة +972 ومكالمة محلية والتي تم نشرها في صحيفة الغارديان .

وأثار نظام الذكاء الاصطناعي جدلًا بسبب الموقف البارد الذي تعامل به القادة العسكريون المسؤولون عن الإشراف على اقتراحات نظام لافندر، إذ أدرجوا وفيات الأشخاص على أنها مجرد إحصائيات.

نماذج خوارزمية لافندر، تسمح بموت 100 مدني في تفجير يستهدف مسؤولًا واحدًا رفيع المستوى في حماس أو الجهاد الإسلامي.

كما صمم النظام لمهاجمة الهدف عندما يكون في المنزل وفي الليل، مما يزيد من فرص تواجد الهدف هناك، ما يعني أن يموت أفراد أسرهم وجيرانهم معهم.

لم تكن هناك تقارير من قبل عن قيام دولة ما بأتمتة مهمة حساسة مثل اختيار الأهداف العسكرية البشرية، وهي مهمة قد تؤدي فيها النتيجة الإيجابية الكاذبة إلى وفاة أشخاص أبرياء.

أكاذيب الاحتلال

نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان رسمي، أنه سمح لآلة بتحديد “ما إذا كان الشخص إرهابيا”.

كما زعم أن أنظمة المعلومات “مجرد أدوات للمحللين في عملية تحديد الهدف”، على الرغم من أن المصادر التي استشهد بها التحقيق الصحفي قالت إن الضباط يصدقون فقط على توصيات لافندر، دون إجراء المزيد من التحقق.

التحقيق – الذي يستشهد بعدد من مسؤولي الجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات، بما في ذلك أعضاء الوحدة 8200 – لا يكشف عن المعايير المستخدمة لتحديد ما إذا كان الهدف له علاقة بحماس أو الجهاد الإسلامي أم لا.

كما تم إدراج بعض العوامل، مثل ما إذا كان الفرد يغير أرقام الهواتف بشكل متكرر (وهو أمر يحدث باستمرار في سياق الحرب) أو أنه ذكر (لا توجد نساء برتبة ضابط).

من المعروف أن لافندر، مثل جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي، نموذج احتمالي، يعمل وفق التقديرات، وبالتالي يخطئ.

لافندر.. نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي الذي يبيد أهل غزة
لافندر.. نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي الذي يبيد أهل غزة

طريقة عمل برنامج لافندر

ويستكمل برنامج لافندر برنامجين آخرين هما: أين هو أبي؟ والذي يستخدم لتعقب الأفراد الذين تم تحديدهم كأهداف وقصفهم عندما يكونون في المنزل، وبرنامج الإنجيل، الذي يهدف إلى تحديد المباني والهياكل.

ويعالج لافندر المعلومات التي جمعها من أكثر من 2.3 مليون من سكان قطاع غزة، مما يؤكد شبكة المراقبة الرقمية الكثيفة التي يتعرض لها سكان غزة.

كما يتم إنشاء درجة لكل فرد تتراوح من 1 إلى 100، والتي تقدر احتمالية ارتباطهم بالجناح المسلح لحماس أو الجهاد الإسلامي.

بينما يقتل الأفراد الحاصلون على درجات عالية مع عائلاتهم وجيرانهم، ولم يفعل الضباط الكثير للتحقق من الأهداف المحتملة التي حددتها لافندر، مستشهدين بأسباب “الكفاءة”. وزعم التقرير أن الضباط، تحت ضغط لجمع بيانات جديدة والعثور على أهداف جديدة، أمضوا بضع ثوانٍ فقط في النظر في كل حالة، ووضعه موضع التنفيذ، يعني التحقق من صحة مؤشرات الخوارزمية.

 

من جانبها قالت ماجدة باتشولسكا، الباحثة في معهد TMC Asser والمتخصصة في التقاطع بين التقنيات التخريبية والقانون العسكري: “يتوافق استخدام لافندر، مع القانون الإنساني الدولي، كما تطبقه القوات المسلحة الحديثة في العديد من الحروب غير المتكافئة منذ 11 سبتمبر 2001”.

لافندر.. نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي الذي يبيد أهل غزة
لافندر.. نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي الذي يبيد أهل غزة
 

 جرائم الحرب

في حين أكد لويس أرويو ثاباتيرو، الرئيس الفخري لجامعة كاستيا لا مانشا في إسبانيا والمتخصص في القانون الجنائي الدولي، إن الوفيات الناجمة عن برنامج لافندر يجب اعتبارها “جرائم حرب”.

 

كما أوضح أنه في القانون الدولي، لا يتم قبول الاغتيالات كعمل عسكري، على الرغم من وجود نقاش حول ما يسمى بالاغتيالات الانتقائية.

وأشار إلى أن الوفيات الناجمة عن الأضرار الجانبية هي جريمة قتل خالصة.

بينما يعد نظام لافندر، آلة قتل مدنية، لأنه يعترف بمقتل مدنيين بشكل جانبي يتراوح بين 10 إلى 100 شخص خارج الهدف المحدد.

بينما يعرف الفلسطينيون جيدًا ما يعنيه أن تكون مراقبًا، إذ تقوم أجهزة المخابرات الإسرائيلية بجمع كافة أنواع البيانات عن الفلسطينيين منذ سنوات.

كما تتم معالجة وتخزين البصمة الرقمية لهواتفهم المحمولة، بدءًا من المواقع وحتى تفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي.

وأصبحت الكاميرات المزودة بأنظمة التعرف التلقائي على الوجه جزءًا من حياتهم اليومية منذ عام 2019 على الأقل.

لافندر.. نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي الذي يبيد أهل غزة
لافندر.. نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي الذي يبيد أهل غزة

الذئب الأزرق

كما كشفت صحيفة واشنطن بوست، عن برنامج يسمى “الذئب الأزرق”، الذي يهدف إلى تسجيل وجوه كل سكان الضفة الغربية، بما في ذلك الأطفال وكبار السن.

كما يتم إضافة الأفراد إلى قاعدة بيانات مع معلومات عن خطورتهم المزعومة، بهذه الطريقة، يمكن للجندي أن يلتقط صورة لفلسطيني، وباستخدام المعلومات الموجودة في قاعدة البيانات، يقرر ما إذا كان سيتم اعتقاله أم لا.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز استخدام نظام مماثل في قطاع غزة، تم نشره أواخر العام الماضي، والذي يسعى أيضًا إلى تصوير وتصنيف الفلسطينيين دون موافقتهم.

بينما يتم تطوير كل هذه التقنيات من قبل الشركات الإسرائيلية، التي تبيعها للقوات المسلحة الإسرائيلية ومن ثم تصدرها إلى دول أخرى، بدعوى أنها تم اختبارها ميدانيا.

بيع آلة القتل

صنعت إسرائيل لنفسها اسمًا في سوق الأسلحة الدولية، وهي تبيع الدبابات والطائرات المقاتلة والطائرات دون طيار والصواريخ.

كما تبيع أيضًا أنظمة متطورة مثل Pegasus، برنامج التجسس الذي طورته مجموعة NSO والذي يمكن المستخدم من الوصول إلى الهاتف الخليوي للضحية.

“لطالما اعتبرت إسرائيل نفسها رائدة في مجال الأمن السيبراني، ومنذ خمس أو ست سنوات مضت، كانت متخصصة أيضًا في الأدوات التي يدعمها الذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن يكون لها استخدام عسكري”.

وقال راكيل جورج، محلل سياسات التكنولوجيا في معهد إلكانو الملكي، إن مقاطع الفيديو أظهرت قادة إسرائيليين في معارض الأسلحة، وهم يعرضون برنامج “لافندر” بلغة رواد الأعمال ويشيرون إلى النظام على أنه “المسحوق السحري لكشف الإرهابيين”.

لافندر.. نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي الذي يبيد أهل غزة
لافندر.. نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي الذي يبيد أهل غزة

كما أمضت إسرائيل عقودًا من الزمن في نزع الشرعية عن “عملية السلام” مع الفلسطينيين، في حين أنها لم تكن مهتمة أبدًا بصنع السلام.

وأضاف، أنها تحتاج إلى العالم لإضفاء الشرعية على احتلالها وبيع التكنولوجيا المستخدمة للحفاظ على هذا الاحتلال كبطاقة تعريف”.

كما كتب أنتوني لوينشتاين في كتابه ” المختبر الفلسطيني”، الذي يتعمق في كيفية استخدام إسرائيل لاحتلالها لفلسطين كاستعراض للجيش، التكنولوجيا التي تم بيعها في جميع أنحاء العالم منذ عقود.

The post لافندر برنامج ذكاء اصطناعي إسرائيلي لإبادة الشعب الفلسطيني appeared first on مجلة عالم التكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى