عاجل

حرب غزة تقود صناعة التكنولوجيا الحيوية في إسرائيل إلى الانهيار

انهيار صناعة التكنولوجيا الحيوية في إسرائيل.. تفاصيل

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن انهيار مدوٍ في قطاع صناعة التكنولوجيا الحيوية في إسرائيل، نتيجة حرب غزة الأخيرة والتوترات السياسية المصاحبة لها.

وبحسب تقرير “هآرتس”، فإن الصورة المثيرة للقلق تتجلى في توقعات مظلمة للتوظيف، وانخفاض حاد في الاستثمار، وتراجع عدد الشركات التي تعلن عن حاجتها للعمال، بالإضافة إلى موجة من عمليات التسريح الجماعي في شركات التكنولوجيا الإسرائيلية.

تواجه صناعة التكنولوجيا لدى إسرائيل التحديات منذ فترة، بما في ذلك الأزمات العالمية والتوترات السياسية والأمنية، ولكن الأوضاع الحالية تبدو أكثر تعقيدًا وخطورة. فالتراجع الحاد في استثمارات الشركات التكنولوجية الإسرائيلية، الذي بلغ 58%، يعد بمثابة إشارة قوية إلى تدهور الوضع، خاصة مقارنة بالأداء العالمي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تقريرًا صادرًا عن معهد سياسات الأمة الناشئة يؤكد على تراجع قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي بصورة ملحوظة، حيث انخفضت استثمارات الشركات بنسبة تفوق الانخفاضات العالمية والإقليمية.

انهيار صناعة التكنولوجيا الحيوية في إسرائيل.. تفاصيل
انهيار صناعة التكنولوجيا الحيوية في إسرائيل.. تفاصيل

تحديات كبيرة

هذه الظروف تطرح تحديات كبيرة أمام القطاع التكنولوجي الإسرائيلي، وتتطلب استراتيجيات جديدة لتجاوز التحديات الراهنة وتعزيز الاستثمارات وفرص التوظيف في المستقبل.

وتُظهر التوقعات القاتمة للتوظيف خلال الربع الأول من العام تحديات متزايدة تواجه الصناعة المحلية، وهو ما يُشير إلى انعكاس الأوضاع المتردية على الصعيد الاقتصادي والسياسي.

في وقت يعتبر فيه العالم بشكل عام بداية الانتعاش الاقتصادي ونمو الصناعات التكنولوجية، يبدو أن قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي يختلف عن هذا الاتجاه، إذ تتوقع التقارير انخفاضًا في نسبة توظيف القوى العاملة، وتراجعاً في استقطاب الاستثمارات الأجنبية.

وبالإضافة إلى التحديات الاقتصادية، فإن صناعة التكنولوجيا في إسرائيل تعاني أيضًا من تداعيات الأزمة السياسية والأمنية، حيث تظهر المؤشرات الاقتصادية السلبية تزايدًا في حالات التسريح الجماعي للعمال وتراجع نسبة العمال المعينين.

في ظل هذا السياق المُظلم، تتساءل الأصوات الاقتصادية عن إمكانية تجاوز القطاع لهذه الأزمة، وعما إذا كانت هناك استراتيجيات فعّالة يمكن اتخاذها لاستعادة الثقة في الاستثمار وخلق فرص جديدة للعمل في هذا القطاع الحيوي في إسرائيل.

انهيار صناعة التكنولوجيا الحيوية في إسرائيل.. تفاصيل
انهيار صناعة التكنولوجيا الحيوية في إسرائيل.. تفاصيل

آثار الحروب

تبدو آثار الحروب على الصعيد الاقتصادي واضحة ومؤثرة، وهو ما يعكسه تقرير صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية فيما يتعلق بتأثير الحرب على قطاع التكنولوجيا. فعلى الرغم من أن الحروب تُعتبر حدثاً مؤقتًا، إلا أن آثارها الاقتصادية يمكن أن تكون عميقة وطويلة الأمد.

تعتبر استدعاءات الاحتياط لجنود الجيش مصدرًا للعدم اليقين والقلق في الشركات، حيث يتأثر إنتاجها وأداؤها بشكل كبير خلال فترة الحرب والاستدعاءات الضخمة للجنود. هذا التأثير يمكن أن يستمر حتى بعد انتهاء الحرب، حيث يظل هناك قلق مستمر بشأن عودة الاستقرار والاستعداد للمستقبل.

على الرغم من إطلاق سراح العديد من جنود الاحتياط بعد انتهاء الحرب، إلا أن المستثمرين والرؤساء التنفيذيين يظلون قلقين بشأن تأثير تلك الفترة على هيكل وتكوين الموظفين، وعلى العمليات التشغيلية للشركات بشكل عام.

هجرة شركات التكنولوجيا 

وهناك العديد من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية التي نجحت في نقل مقرها الرئيسي إلى الولايات المتحدة تشمل الأمثلة Waze وCyberArk. Waze، وهي شركة لرسم الخرائط والملاحة تأسست في إسرائيل عام 2006، نقلت مقرها الرئيسي فيما بعد إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أعلنت HUB Security، وهي شركة مدرجة في بورصة ناسداك، عن خطط لنقل مقرها الرئيسي إلى الولايات المتحدة بسبب غالبية عقود الشركة والنمو المتوقع القادم من الهيئات الحكومية الأمريكية مثل البنتاغون ولوكهيد مارتن.

وبحسب تقرير سابق لوكالة رويترز للأنباء  فحوالي 80% من الشركات الناشئة الإسرائيلية الجديدة تختار حاليًا تأسيس أعمالها في الولايات المتحدة، خاصة في ولاية ديلاوير.

واستشهد التقرير بمسح أجرته هيئة الابتكار الإسرائيلية (IIA)، والذي أشار إلى أن الرقم ارتفع من 20% في عام 2022. ولم تذكر هيئة الابتكار الإسرائيلية عدد الشركات التي شملتها الدراسة.

وقال رجال أعمال إسرائيليون لرويترز إن هذه الخطوة جاءت مدفوعة بالمزايا الاقتصادية التي تتمتع بها الولايات المتحدة بالإضافة إلى حالة القلق المتزايدة الناجمة عن جهود الحكومة الإسرائيلية لتقليص السلطة القضائية.

وفي الوقت نفسه، قالت الوكالة إن دراسة استقصائية أجريت على 615 شركة أجرتها Startup Nation Central، وهي منظمة غير ربحية تتتبع صناعة التكنولوجيا في إسرائيل، أظهرت أن 8% من شركات التكنولوجيا الناشئة الإسرائيلية بدأت في نقل مقراتها إلى الخارج، وأن 29% منها يعتزم القيام بذلك قريبًا.

 

أقر أيضا:أبرز إنجازات عملاق التكنولوجيا إيلون ماسك.. شريحة الدماغ في المقدمة

المصدر: هآرتس الصهيونية

The post حرب غزة تقود صناعة التكنولوجيا الحيوية في إسرائيل إلى الانهيار appeared first on مجلة عالم التكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى