عاجل

فوزى عبد الحليم يكتب: منظومة الصحه فيها حاجه غلط !!


رغم ان الأسماعيلية من المحافظات القليلة التى تمتلك منشأت طبية وصحية علي اعلي مستوى من التجهيزات ومبانى ضخمة وفخمة ومستشفيات كثيرة حيث لم تبخل علينا الحكومة بمئات الملايين من الجنيهات ولكن للاسف الشديد الخدمة الصحية المقدمة للمواطن سيئة السمعة بشهادة ابناء الاسماعيلية والمسئولين ايضا وحتى زوار المدينة ..اذن المشكلة في الادارة لو الادارة جادة ومخلصة وتتقي الله في عملها كانت الاسماعيلية اصبحت عاصمة مصر الصحية ولكن مايحدث علي الارض يؤكد ان هناك “حاجه غلط ” في ادارة المنظومة الصحيه في السنوات الاخيرة !!!
والدليل علي ذلك ان الغالبية العظمى من المرضى يتوجهون الي مستشفيات القاهرة والزقازيق والمنصورة والسويس حيث لم تعد هناك ثقة او اطمئنان لمستوى الخدمة الطبية في الاسماعيلية وان لدينا حالة من الفوضى والتخبط والقرارات المتضاربة وسوء المعاملة واذا سالت اى مواطن او موظف في الصحه ستعرف حجم الكارثه التى نعانى منها .!!!
زمان من 45 سنة وبالتحديد في 1974 وعودة ابناء المحافظة المهجرين بعد انتصار اكتوبر العظيم لم يكن في الاسماعيلية سوى المستشفي العام القديم الذى بنى عام 1936 ولم تكن قد بني مستشفي الجامعه او المستشفي الجديد او المراكز الطبية الخاصه ولا الحكوميه وكان هذا الصرح يقدم خدمة طبية ممتازة وتستوعب المرضى من ابناء محافظات القناة ايضا لان هناك ادارة كانت تعمل لخدمة الناس وتراعيهم وتعمل لصالحهم وتؤدى رسالتها لوجه الله فقط بعيدا عن الصراعات والمشاكل والفتن والمؤامرات بعكس هذه الايام ..فاذا دخلت المستشفي العام او اى مركز صحي تابع للوزارة ومااكثرهم تجد مشاكل وازمات وحالة غضب وعدم رضا وشكاوى من المواطنين ومن العاملين لا حصر لها.!!!!
ونتفق جميعا ان المواطن البسيط يملك ترمومتر ربانى يفرق من خلاله بين المسئول المخلص !! والمسئول اللي بيضحك عليه !! يعرف المسئول الذى يرعى ظروفه والمسئول الذى يفرغ نفسه لملاحقة الكبار والتودد لهم والظهور امام الكاميرات بدلا من النزول للناس الغلابة والمرضي الذين يضطرون لشراء الحقن والقطن والشاش والادويه وهم في المستشفي العام في حين ان مخازن المديريه مليئة علي اخرها ….أذن هناك فشل ادارى للاسف وسوء تخطيط ادى الي اننا نملك المبانى الفخمة ورغم ذلك مستوى الخدمة الصحيه في الاسماعيلية ” زى الزفت ” والمرضى يعانون الامرين من سوء المعاملة واللف والدوران علي المستشفيات واذا ربنا اكرمك لازم واسطة او تكون صديق المسئول علشان تتعالج او تجد لك سرير او حضانه لطفلك او عناية مركزة او ماكينة غسيل كلوى لمريض يتألم .
بصراحة الخدمة الصحية في الاسماعيلية في السنوات الاخيرة وخاصة في عهد الدكتور السقعان سيئة جدا وهناك حالة تخبط ادارى وازمات لاحصر لها اولها ازمة المستشفي العام وصولا الي قرار اخلاء مجمع التامين الصحى -الذى يقول انه لاعلم عنه شئ -وتشتيت المنتفعين الي 7 جهات هى : المستشفي العام الذى يعمل بربع طاقته ثم مستشفي الاورام ثم مركز الجلديه في الشيخ زايد ثم مستشفي الطلبة ومركز طبي الشيخ زايد في الحرفيين ومركز طبي السبع بنات ومستشفي الحميات اذن 3 الاف مواطن في المتوسط يزورون مجمع التامين يوميا سيدورون ” كعب داير” علي الجهات السبع بالاضافه الي انهاء الاوراق وماادرك باوراق التامين ثم نأتى لمرحلة صرف الدواء او تحديد موعد ومكان العميات الجراحية ..!!
والحل كان ابسط مما يفكرهؤلاء البهوات وهو الانتظار قليلا لحين انتهاء عمليه تطوير المستشفي العام ونقل عيادات التامين اليها ثم اخلاء المجمع لبدء تطويره خاصه وان الناس لا ترفض التطوير ولكن الناس ترفض التخبط وترفض سوء الادارة وترفض التعنت وترفض الاستكبار وترفض عدم مراعاه اوجاعهم والامهم ..واجسادهم التى انهكتها سنوات طويله من العمل والعطاء .
كنت انتظر ان يتم مراعاة كبار السن من المنتفعين بالتامين ومعظمهم ناس غلابه وكفايه عليهم معاناه المواصلات ومش لازم نبهدلهم وان نفكر في نقلهم الي مكان واحد بدلا من السبع دوخات اقصد السبع جهات وكلنا يعرف البهدله التى سيواجهها المرضى ..!!!

عموما هناك قاعدة ذهبية تقول انه في اى جهة تجد مسئولين يتركون بصمات ناصعة وسيرة طيبة وذكرى عطرة لدى المواطن وفي المقابل نجد مسئولين يمرون وكانهم لم يكونوا ابدا حتى وان طالت مدة تربعهم علي الكرسي …والامثله لمسئولين في قطاع الصحه اصبحوا نجوما دخلوا قلوب الناس ومازالوا يتذكرونهم وفي مقدمتهم الدكتور ميشيل صالح الذى تولي قطاع الصحة في ثمانينات القرن الماضى مرورا بأسماء كثيرة محترمة وصولا للدكتور محمد الشرقاوى كل هؤلاء مسئولين عملوا في ظل امكانيات ضعيفة وشبه معدومة
ولكنهم تركوا بصمات ومازلنا نذكرهم بكل خير واحترام …وندعوا لهم .. بخلاف مسئولين اخرين ستطاردهم لعنات المرضى والامهم ودعوات المظلومين التى يهتز لها عرش الرحمن والتى تتحول الى رصاصة قوية تسافر في سماء الايام بقوة لتستقر بأذن ربها في اغلي مايملك الظالم..

الكاتب الصحفي الكبير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى