الوجه الخفي للثورة الرقمية.. أمراض نفسية تُهدد الشباب

لا شك أن انتشار الهواتف الذكية قد أحدث ثورة في حياتنا، حيث قدم لنا مجموعة متنوعة من الإمكانيات ووسائل الراحة. ومع ذلك، من المهم إدراك التأثير السلبي المحتمل لهذه التكنولوجيا على الصحة العقلية للشباب. وسلطت الدراسات الحديثة الضوء على الإمكانية الكبيرة للضرر الناجم عن الهواتف الذكية وتطبيقات الوسائط الاجتماعية وأثارت نقاشًا تشتد الحاجة إليه حول هذا الموضوع.

سيطرة الهواتف الذكية على أسلوب الحياة 

على الرغم من أنه قد يكون من الصعب تتبع اللحظة الدقيقة التي سيطرت فيها الهواتف الذكية على حياتنا، إلا أنه لا يمكن إنكار أنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من أنشطتنا اليومية. ولا تعمل الهواتف الذكية كهواتف وأجهزة تلفزيون وراديو ومشغلات موسيقى وبطاقات فحسب. بل تعمل أيضًا كبنوك ووحدات تحكم في الألعاب وآلات حاسبة ومترجمين. لقد تغلغلوا في كل جانب من جوانب حياتنا. ليس من المستغرب أن قوتها وراحتها لها ثمن أيضًا.

كما أظهرت العديد من الدراسات زيادة عالمية في الأمراض العقلية منذ أن أصبحت الهواتف الذكية منتشرة في كل مكان في عام 2012. وتزايدت حالات القلق والاكتئاب واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وفقدان الشهية وغيرها من الاضطرابات، خاصة بين الفتيات، اللاتي هن أكثر عرضة للتأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي.

تأثير الهاتف الذكي على صحة الطفل

وفي حين أن الارتباط لا يعني وجود علاقة سببية، فإن التراجع العالمي في الصحة العقلية يشير إلى وجود علاقة. بالإضافة إلى ذلك، تظهر الأبحاث أنه كلما حصل الطفل على هاتف ذكي في وقت مبكر، زاد التأثير اللاحق على صحته. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجرتها شركة Sapien Labs أن 74% من النساء اللاتي حصلن على أول هاتف ذكي لهن في سن السادسة عانين من التوتر، مقارنة بـ 46% ممن حصلن عليه في سن 18 عامًا.

ويشكل انتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي أيضًا تحديًا أمام تنمية المهارات الاجتماعية المهمة لدى الأطفال، حيث يعد تفسير الفروق الدقيقة في تعبيرات الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت أمرًا بالغ الأهمية للتفاعلات الاجتماعية الفعالة. ومع ذلك، فإن قضاء وقت مفرط في البيئات الافتراضية يحرم الأطفال من هذه الفرص ويضعف قدرتهم على بناء روابط اجتماعية قوية والقدرة على الصمود.

تطوير علاقات صحية مع التكنولوجيا 

ومن المهم أن يقوم الآباء والمجتمع بمعالجة هذه المخاوف وإيجاد طرق للتخفيف من تأثير الهواتف الذكية على الصحة العقلية للأطفال. كذلك إيجاد توازن بين الاستفادة من فوائد التكنولوجيا وتجارب العالم الحقيقي. ومن خلال الحد من وقت الشاشة. وتشجيع التفاعلات وجهًا لوجه، وتشجيع الأنشطة الخارجية. يمكن للأطفال تطوير علاقات صحية مع التكنولوجيا مع دعم صحتهم العقلية.

اقرأ أيضًا:

دراسة: العلاج السلوكي لاستخدام وسائل التواصل يحسن الصحة العقلية

The post الوجه الخفي للثورة الرقمية.. أمراض نفسية تُهدد الشباب appeared first on مجلة عالم التكنولوجيا.