كشفت شبكة CNN الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، عن قيام عملاء يعملون لصالح الحكومتين الصينية والإيرانية، بإنشاء محتوى مزيف باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي للتأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية لعام 2020.
ووفقًا لمصادر في المخابرات الأمريكية، فقد تم استخدام هذا المحتوى المزيف في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية، ونشر عبر منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل الإلكترونية.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين الأمريكيين كانوا قلقين من استخدام قوى أجنبية لتضخيم المعلومات المضللة حول عملية التصويت، وأن وكالة الأمن القومي الأمريكية قد جمعت معلومات استخباراتية كشفت عن قدرات الصين وإيران في إنتاج “التزييف العميق” (deepfakes) ونشرها على نطاق واسع.
تعريف تقنية التزييف العميق
تستخدم تقنية التزييف العميق، في إنتاج مقاطع صوت أو فيديو تحاكي مقاطع وملفات الفيديو، التي يتحدث فيها أشخاص حقيقيون.
كما تشمل على المحاكاة في الأصوات والحركات وكل التعبيرات الممكنة للشخص باستخدام الذكاء الاصطناعي.
خوف وترقب
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، أصبح المسؤولون الأمريكيون أكثر قلقًا بشأن كيفية استغلال حملة التأثير الأجنبي للذكاء الاصطناعي لتضليل الناخبين. ففي محاكاة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض في ديسمبر الماضي استعدادًا للانتخابات المقبلة، اختلف كبار المسؤولين الأمريكيين. على كيفية الرد على سيناريو افتراضي يقوم فيه عملاء صينيون بنشر مقطع فيديو مزيف، بواسطة الذكاء الاصطناعي. يصور مرشحًا لمجلس الشيوخ وهو يدمر بطاقات الاقتراع.
وكانت الشبكة أوردت تقريرا في ذلك الشأن في حينه وفي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي. كما حذر مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي من أن الذكاء الاصطناعي يزيد من قدرة الدول الأجنبية على نشر معلومات مضللة عن الانتخابات.
مراقبة الخصوم عن كثب
وأضاف المصدر أن وكالة الأمن القومي، واصلت جمع المعلومات الاستخباراتية. عن الخصوم الأجانب الذين يعملون على تطوير التزييف العميق والتهديدات المحتملة، للانتخابات الأمريكية. مشيرًا إلى أنه في عام 2020، لم يكن هناك على سبيل المثال، نماذج للذكاء الاصطناعي سهلة الاستخدام ومتاحة مثل ChatGPT.
كما حافظ المسؤولون الأمريكيون، منذ انتخابات عام 2020، على مستوى عالٍ من المتابعة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتطور برمجيات التزييف العميق التي حققتها الدول بما في ذلك الصين وإيران وروسيا.
بينما قال مسؤول أمريكي سابق، إن استخدام المعلومات الاستخباراتية، داخل الولايات المتحدة، تمثل تحديًا كبيرًا. وأضاف قائلًا: “يصبح السؤال هو مدى السرعة، تمكننا من اكتشاف الممارسات، ثم مشاركتها بالسرعة المطلوبة داخل الولايات المتحدة. فهل نفوز بالسباق ضد سلسلة من الخصوم الذين يعملون داخل الولايات المتحدة؟ هذا هو التحدي”.
بينما قال السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، لمراسل شبكة CNN.: تعرف الدول المعادية الأخرى أنه من السهل محاولة التدخل في انتخاباتنا. ويجب أن نتوقع من الصين وروسيا وإيران ودول أخرى إما بالقيام بهجمات سيبرانية على بنيتنا التحتية. أو نشر معلومات مضللة لمحاولة تأليب الأمريكيين ضد بعضهم البعض”.
فرق الثقافة واللغة
وأضافت شبكة سي إن إن نقلًا عن المسئول الأمريكي السابق: “لكي تؤتي عمليات التأثير الأجنبي ثمارها، فإنها تحتاج أيضًا إلى أن يكون لها صدى لدى الجمهور الأمريكي، وهو أمر عانت منه الصين”.
وأشار إلى أنه يعتقد أن العملية ثقافية بشكل واضح فإنهم لديهم حقًا صعوبة فى فهم القضايا، المثيرة للخلاف أو كيفية التعامل مع تلك القضايا، ولكن ذلك لا ينطبق على الروس”.
وتوفر الانتخابات الأمريكية لعام 2024 فرصًا جديدة لعمليات التأثير الأجنبي. وأصبحت المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا على المحك بشكل أساسي، إذ يدعم الحرز الديمقراطي إلى حد كبير موقف بايدن من أوكرانيا.
بينما يتراجع بعض الجمهوريين البارزين، بما في ذلك الرئيس السابق دونالد ترامب، بشكل متزايد عن المساعدات الخارجية، مما يشير إلى احتمال تدخل الروس أيضًا في التأثير على الناخبين الأمريكيين.
اقرأ أيضًا:
برمجيات التزييف العميق العالمي.. نقاط القوة والمخاطر
The post CIA ترصد محتوى احتيالي صيني إيراني في الانتخابات الأمريكية 2020 appeared first on مجلة عالم التكنولوجيا.
